خطبة من جامع الصحابي ثوبان - في ذكرى المولد من روائع شيخ ابراهيم السامرائي
صفحة 1 من اصل 1
خطبة من جامع الصحابي ثوبان - في ذكرى المولد من روائع شيخ ابراهيم السامرائي
في ذكرى المولد
الخطبة الأولى
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له احتُفل بمولد نبينا في عالم الانبياء كل ما بعث الله نبياً اخذ عليه العهد ان يؤمن بمحمد ودعونا نذهب الى نص الاتفاق من القران الكريم فسمعوا معي لتروا من صدّق على العقد ومن الذي شهد على العقد (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81)) الله الله يا حبيب الله اقرأ نصوص العقد مرة ثانية لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ اي بمحمد وَلَتَنصُرُنَّهُ اي محمداً اذا ادركتم جنانه فامنوا به وانصروه واذا لم تدركوا زمانه فوصوا اتباعكم ان يؤمن به وان ينصروه هذه بنود الاتفاقيه ثم ماذا سألهم الله سؤالا ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي اخذتم عهدي على ذلك قال الانبياء جميعاً أَقْرَرْنَا فمن الذي شهد على العقد وفي اي الاماكن وثق العقد هل وثق في احد دور العقار ومن الذي شهد على العقد في اي المحاكم صدق العقد في محكمة الابتدائيه ام في محكمة استئنافيه ام في محكمة تميزية ام في المحكمة ااتحادية اين سجل العقد ومن شهد على العقد انه الله ان الذي وثق العقد هو الله ان الذي شهد على العقد هو الله اكراماً لمن اكرامن لحبيب اكراماً لحبيب
1-تجلى مولد الهادي وعمة بشائره البوادي والقصابا
2-واهدت لبرية بنت وهباً يداً بيضاء طوقت الرقابا
3-لقد ولدته وهاجاً منيرا كما تلد السموات الشهابا
4-فقام على سماء البيت نورا يضئ جبال مكة والنقابا
5-وفاحة يثرب الفيحاء مسكً وفاح القاع ارجاءا وطابا
6-ابا الزهراء ابا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد ان لي انتسابا
7-فما عرف البلاغة ذو بيانا اذا لم يتخذك له اماما
واشهد ان نبينا وعضيمنا وقائدنا وقدوتنا وحبيبنا محمد رسول الله وصفه موله بانه سراجاً منير ووصف الشمس بانها سراجاً وهاج فما الفرق بين السراجين ما الفرق بين السراج الوهاج وبين السراج المنير السراج الوهاج فيه ضوءً وحراره والسراج المنير فيه ضوءً ولا حراره الشمس تؤذيك بحرها صيفا ونور المصطفى يسعدك صيفا وشتاءً الشمس كلما ازدت منها قرباً اتعبتك ونور الحبيب كلما ازدت منه قربا ازدت من الله حبا الشمس تغرب بالليل ونور الحبيب لايغيب ليلاً او نهاراً سيدي يا ابا القاسم
وأنا المحب للحبيب محمد
وأنا المحب ومهجتي لا تنثني عن جودها وغرامها بمحمد
قد لامني فيه الجهول ولو يرى نعم الغرام به لكان مساعدي
يا رب صل على الحبيب محمد واجعله شافعنا بفضلك في غدِ
سيدي ابا القاسم يا حبيبي يا رسول الله هو الاُميو الذي علم المتعلمين والفقير الذي بعث الامل في قلوب اليائسين واليتيم الذي قادة سفينة العالم الحائرة في خضم المحيطِ الى شاطئ الله رب العالمين وسار بالقافلة في طريقها ومهما كانت الكلاب تعوي فلا يضر السحاب نبح الكلاب ان قافلة الحبيب في طريقها لا يهزها شئ مهما كانت الكلاب تعوي لن يضر السحاب نبح الكلاب فان قائدها محمد 2 ان راعيها هو الله
الله غايتنا
الرسول زعيمنا
القران دستورنا
الجهاد سبيلنا
الموت في سبيل الله اسمى امانينا
سنطببُ المريض بدوائنا وسنأمن الخائف في رحابنا
وسنتلو على الدنيا كتاب جهادنا صُمت أُذن الدنيا ان لم تسمع لنا
سيدي يا ذهاب همي وحزني يا ابا القاسم يا رسول الله
القول فيك معطر الكلماتي يا صاحب الاخلاق والاياتي
ايام مولدك الكريم موضيئتاً في كل ماضاً في الزمان واتي
يوماً اتى بك للوجود فانه تاج الزمان وغرة السنوات
صلى الله عليك يا علم الهدى ماهبة البنسائمُ وما ناحه الايك الحمائمُ
اما بعد فيا حماة الاسلام وحراس العقيده .
يقول المولى تبارك وتعالى { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الشورى:52] .
معاشر الساده ان تعلق الأمم برموزها
الأمم اليوم تتعلق برموزها، فتنصب لهم صوراً تذكارية، وتطوف بهم وتقدسهم، وتردد الثناء عليهم صباح مساء، ونحن لا رموز لنا، لا قداسة أرضية، ولا طقوس، وليس عندنا إلا رجل واحد جعله الله إماماً لنا، ولكنه معصوم، وقدوة لنا لكنه صادق، ومعلماً لنا لكنه فاتح، قال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } [الأحزاب:21].
أمّي لا يقرأ ولا يكتب، ما حمل قلماً ولا كتاباً ولا دفتراً، لكن أفاض الله الوحي على قلبه، فحفظ القرآن كله، والسنة كلها.
وعند الناس رموز؛ لكنهم سفكة للدماء، وطغاة في الأموال، ومعتدون على الأعراض، وعندنا رجل لكنه يحمل العفاف والطهر والنزاهة والعدل والحق.
تجلى مولد الهادي وعمت بشائره البوادي والقصابا
وأهدت للبرية بنت وهب يداً بيضاء طوقت الرقابا
لقد ولدته وهاجاً منيراً كما تلد السماوات الشهابا
تقول آمنة : حملته فما أحسست بالحمل، ولما ولدته ولدته ساجداً على الأرض، ومن أول لحظة وهو يسجد لله الواحد الأحد، وقبل أن تلده بليلة رأت كأن نوراً خرج منها فأضاءت له قصور الشام ، وقبل أن تلده مات أبوه فنشأ يتيماً ولد ولم يرى اباه ولد يتيم الاب حتى لايقول ابي ابي وانما يقول ر بي ربي.
واستمرت معه امه فترةً ثم ماتت، فبقي اليتيم عليه الصلاة والسلام في اليتم والفقر والظمأ والجوع؛ ليتعلق بالله، وذهبت به حليمة السعدية إلى بادية بني سعد ، قالت حليمة : كنا في فقر مدقع، وفي سنة مجدبة والله ما أمطرت علينا ذاك العام قطرة، ولا نبتت في مراوحنا نبتة، فما وصل عليه الصلاة والسلام وهو طفل إلى ديار بني سعد ، إلا وغمامة ملأت السماء فأمطرت حتى سالت الأودية، وامتلأت الأودية عشباً أخضر، وحلبوا حتى ملئوا الآنية، وكانوا في رغد من العيش.
وإن الكريم إذا أقام ببلدة سال النضار بها وقام الماء
تقول حليمة وقد أسلمت رضي الله عنها: كان إذا أظلم الليل، خرج صلى الله عليه وسلم من الخيمة وهو طفل عمره سنتان، ينظر ويتفكر في النجوم، لا إله إلا الله! طفل عمره سنتان يتفكر في النجوم والسماء في الليل، سبحان من علمه! وسبحان من أحكم إرادته! وسبحان من أنبته نباتاً حسناً!
ترده إلى الخيمة، فيخرج وسط الليل لينظر في السماء، من خلق السماء؟ ومن خلق النجوم؟ ومن أبدع الكون؟
تقول حليمة : وخرج مرة من المرات مع أخيه من الرضاعة يرعى الغنم.
وراعي الغنم هذا سوف يرعى الأمم، في ثلاثة أرباع الدنيا، هذا الراعي دخل قواده فصلوا وسبحوا في قرطبة و البرتغال و السند و الهند ، هذا الراعي أخرج الأمة الضعيفة المسلوبة المظلومة من الجزيرة ، فصلت في ضفاف دجلة و الفرات ، وأذنت في صنعاء و كابل .
قالت: فلما خرج يرعى الغنم أتاه رجلان، فبطحاه أرضاً وشقا صدره، وأخذا علقة من قلبه!
من هم الرجلان؟
أرسل الله ملكين اثنين، فأخذا طستاً من ذهب مملوءاً حكمة وعلماً، فأتوا إلى المصطفى عليه الصلاة والسلام، فأضجعوه على ظهره وشقوا صدره الكريم.
ولذلك يقول بعض المفسرين في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } [الشرح:1] أي: يوم شققنا صدرك، ثم وسعناه فكان واسعاً حكيماً حليماً رحيماً، فلما شقا صدره، أخذا العلقة السوداء- وما منا إلا وفيه علقة سوداء، يجتمع فيها الحسد والحقد والخيانة والغل فقطعوها، وأخرجوها، ثم غسلوا قلبه بماء زمزم، ثم ملئوا -بإذن الله- قلبه حكمةً وإيماناً، ثم ردوا صدره وخاطوه؛ حتى يقول أنس كنت أرى أثر الشق والرسول عليه الصلاة والسلام في الستين من عمره.
ثم أقاموه، وأتى وهو خائف إلى أمه من الرضاعة حليمة ، وأخبرها الخبر، فردته إلى مكة .
وعاد -وهو صبي- يتدرج في الكرامة والعزة والرفعة، ما سجد لصنم، ولا شرب خمراً، ولا خان، ولا سرق، ولا كذب، ولا غش، ولا اذى جار ولا تعامل بالربا ولا اكل مال اليتيم ولا سب ولا شتم وفي صحيح مسلم :{ كان يمرُّ في وديان مكة ، فيراه الحجر فيقول الحجر: السلام عليك يا رسول الله! ويراه الشجر فيقول الشجر: السلام عليك يا رسول الله } قبل النبوة، يسلم عليه الشجر والحجر، فيفزع ويخاف وينظر فلا يرى شيئاً.
وينشأ صلى الله عليه وسلم يتيماً، صبوراً فقيراً محتسباً، لم يقرأ ولم يكتب، ويبلغ الخامسة والعشرين من عمره، فيكون مضرب المثل في مكة حياءً وأمانة ووقاراً وعفافاً، ولكن بعد أن نبئ خونوه، وقالوا: ساحر، وقالوا: شاعر، وقالوا: كاهن، ورموه في عرضه، والله يقول: { وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } [التكوير:22] ما باله بالأمس أمين صادق وفي مخلص، واليوم أصبح مجنوناً كذاباً خائناً ساحراً؟ بالأمس كان مضرب المثل فيكم واليوم أصبح عدواً لكم؟!
سافر في الخامسة والعشرين من عمره، فنزل في بصرى في بلاد الشام وهي مدينة في جنوب سوريا حماها الله وحما اهلها من الطغاة والظلام نزل في تلك المدينة فجاءت غمامة تظلله من الشمس وهو مع النوق والإبل، وهناك شجرة، بجانب صومعة بحيرى وهو راهباً يهودياً معروف ، يقول عنها أهل العلم من أهل الكتاب: لا يجلس تحتها إلا نبي، فترك الشجر كله وجلس تحتها، حكمة بالغة، وقدرة نافذة.
اختصمت قريش في وضع الحجر، وكانت قد هدمت الكعبة قبل الرسالة، واختصمت في من يضع الحجر؟ ومن يحمل الحجر؟ وكانوا أربع قبائل، كل قبيلة تقول: هي التي تضع الحجر، وأتى بنو هاشم، فملئوا صحفة دماً، ثم وضعوا أيديهم وتعاهدوا وتعاقدوا ألا يضع الحجر إلا هم أو يقتلوا عن بكرة أبيهم، ثم اصطلحوا على أن أول من يدخل الحرم هو الذي يحكم في القضية، ودخل البشير النذير، ودخل النبي المعصوم، قبل أن يوحى إليه، ووقف عليهم فأخبروه، فأخذ الحجر ووضعه في كساء، وقال: لتحمل كل قبيلة طرفاً من الكساء، فلما قربوه من موضعه وضعه هو بيده الشريفة، فهو الذي وضع الحجر الأسود مكانه الآن.
واستمر به الحال عليه الصلاة والسلام فلما بلغ الثلاثين أنكر وضع الدنيا، فإن العالم يعيش على خطأ، وأخذ يبحث عن الصواب، وسوف يأتي به جبريل من رب الأرباب.
كان يخرج من مكة إلى غار حراء يتعبد، فكان يتحنث ويتوجه بقلبه إلى الله، يعرف أن للكون إلهاً خالقاً رازقاً وأنه يستحق العبادة، ولكن ما عنده مصحف يقرأ فيه، ولا يعرف الصلاة، قال تعالى: { مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا } [الشورى:52] ومكث في الغار ، يظل الأربع الليالي والخمس يتعبد، ثم ينزل إلى خديجة فيمتار ميرةً ويعود، وفي أثناء ذلك، أتاه جبريل وله ستمائة جناح، كل جناح قد سد ما بين المشرق والمغرب، فدخل عليه وقال له: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ.
كفاك بالعلم في الأمي معجزةً في الجاهلية والتأديب في اليتم
قال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، فأخذه فألصقه على صدره ثم غطه، قال: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ } [العلق:1-3] فانطلق يقرأ، ثم أطلقه، فذهب ونزل من الغار، وأخذ ينظر في السماء، كلما نظر في ناحية من السماء، إذا جبريل بين السماء والأرض، ووصل إلى خديجة ، إلى الحكيمة العاقلة، إلى الزوجة العاقلة البديعة الرائعة قال: زملوني! زملوني! لقد خشيت على نفسي.
ثم أخبرها الخبر، فنطقت الصدق، وكلمات الواقع، وكلمات العدل والحق وقالت: كلا والله لا يخزيك الله أبداً، لماذا؟ ألمنصبه؟ ألأسرته؟ ألماله؟ ألشهرته؟ لا، قالت: إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، والله لا يخزي أهل المعروف.
وانطلق عليه الصلاة والسلام يدعو قومه إلى الله، انطلق عليه الصلاة والسلام يخرج الأمة من الظلمات إلى النور، حتى أصبح أتباعه اليوم -في الجملة- ملياراً ودينه اليوم يعلو وينتصر.
الشيوعية كان لها مليار، فانسحقت قبل سنوات، ولعنت على ألسنة البشر، لماذا؟ لأن الحق هو الذي ينتصر والباطل ينمحق، قال تعالى: { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ } [الرعد:17] لقد قال: عليه الصلاة والسلام: { لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم، إنما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا: عبد الله ورسوله } ونحن لا نطريه، وإنما نقول: هو عبد الله رسوله، ولكن من واجب الأمة علينا أن نلفت أنظارها إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، لماذا؟
لأن الأمم والشعوب لم تلفت أنظار الناس إليه، فكان من مسئولية العلماء والدعاة أن يذكروه على المنابر، وأن يشيروا إلى شيء من عظمته ورسالته؛ لأن البشر -في العموم- استبدلوا بعظمته عظمة أناس لا يساوون الغبار الذي على قدميه، ولا جلد حذائه الذي كان يمشي به عليه الصلاة والسلام.
نور من الغار أم صوت من الغار أم ومضة الفكر أم تاريخ أسرار
تطوي الدياجير مثل الفجر في ألق تروي الفيافي كمثل السلسل الجاري
الشمس والبدر في كفيك لو نزلت ما أطفأت فيك ضوء النور والنار
أنت اليتيم ولكن فيك ملحمة يذوب في ساحها مليون جبار
شادوا الدنانير هالات مزخرفة جماعها لا يساوي ربع دينار
ويبقى رسول الله عليه الصلاة والسلام إماماً، لكن ليس إلا لمن أراد أن يكون إمامه صلى الله عليه وسلم، فيكون إماماً لأهل الصلوات الخمس، وللصادقين، والمخلصين، وإماماً لأولياء الله، أما الأشقياء فلهم أئمة، وأما الأدعياء فلهم قادة، وأما الحقراء الصغراء، فلهم زعماء اما نحن فزعيمنا محمد صلى الله عليه وسلم : { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } [الإسراء:71] وإمام الأخيار محمد عليه الصلاة والسلام، يقول أحد الصالحين وقد ذكر إمامته:
إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
وكان ابن تيمية يزيد ويقول:
وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالسر خاليا
فنسأل الله أن يثبتنا على منهجه، وأن يجعلنا من أتباعه، وأن يسقينا من حوضه، وأن يحشرنا تحت لوائه، وأن يغمرنا في زمرته، وأن يهدينا سنته، وأن يوقظنا من غفلتنا باتباعه عليه الصلاة والسلام.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية
هذا الرسول عليه الصلاة والسلام يجب علينا أن نعيش معه عيشة الصادقين، لا عيشة أرباب الدنيا والأمم المتفلتة، يوم تقدس عظماءها، فإذا ماتوا لعنتهم، لكن نحن نعيش معه في أسماعنا وأبصارنا وحياتنا، يعيش معنا رحيماً قدوةً إماماً، حتى في أقل أعمالنا، وشعائرنا التعبدية نراه عليه الصلاة والسلام، نقلم الأظافر، فإذا هو القدوة، نعفي اللحى، نقصر الثياب،نطيل الشعر , نقتدي به في أدب الحديث والمشي والكلام والزيارة، وأدب العيادة والدعاء، في كل ذلك يكون إمامنا هو محمد عليه الصلاة والسلام.
أيها الناس: باستطاعتنا أن نحيي محبته باتباعه، لا كما يفعل بعض الجهال، يوم أحيوا ذكره في الزوايا بالغلو ، ولكن أماتوا سيرته وسنته في الواقع، أحيوا حبه ولكن أماتوا سنته عليه الصلاة والسلام،
اخوتي الاحباب ان حملة محمد قدوتنا انطلقت لعامها الرابع على التوالي وسنجعل لها بصمه في خطبنا ولنا ايها الاخوة الاحباب من الان فصاعد في نهاية كل خطبه ان نجيب عن الأسئلة الشريعة الواردة الينا بكل سهولة ويسر وهذا الفقره من ضمن فقراة حملة محمد قدوتنا وستستمر ان شاء الله على طوال العام مادام تصل الينا اسئله وبارك الله فيكم نبدأ ان شاء الله بأول سؤالا ورد الينا يسأل الاخ عن كيفية الغسل من الجنابة؟
ونجيب وعلى الله التكلان... الغسل الكامل ان تغسل فرجك اولاً ثم تتوضأ كوضوءك للصلاة بيد انك لا تغسل قدميك كما تفعل في الوضوء العادي وبعد ذلك تبدأ بأفاضة الماء على جسمك فترش على رأسك الماء ثم ترش على اليمين ثلاثاً ثم على الشمال ثلاثاً ثم تتنحى قليلاً عن مكانك الذي اغتسلة فيه وتغسل قدميك ، كما فعل عليه الصلاة والسلام في حديث عائشة و ميمونة ، هذا هو الصحيح وهذا هو غسل الجنابة اسال الله وان يفعني واياكم بهذا الامر .
الخطبة الأولى
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له احتُفل بمولد نبينا في عالم الانبياء كل ما بعث الله نبياً اخذ عليه العهد ان يؤمن بمحمد ودعونا نذهب الى نص الاتفاق من القران الكريم فسمعوا معي لتروا من صدّق على العقد ومن الذي شهد على العقد (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ (81)) الله الله يا حبيب الله اقرأ نصوص العقد مرة ثانية لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ اي بمحمد وَلَتَنصُرُنَّهُ اي محمداً اذا ادركتم جنانه فامنوا به وانصروه واذا لم تدركوا زمانه فوصوا اتباعكم ان يؤمن به وان ينصروه هذه بنود الاتفاقيه ثم ماذا سألهم الله سؤالا ءَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي اخذتم عهدي على ذلك قال الانبياء جميعاً أَقْرَرْنَا فمن الذي شهد على العقد وفي اي الاماكن وثق العقد هل وثق في احد دور العقار ومن الذي شهد على العقد في اي المحاكم صدق العقد في محكمة الابتدائيه ام في محكمة استئنافيه ام في محكمة تميزية ام في المحكمة ااتحادية اين سجل العقد ومن شهد على العقد انه الله ان الذي وثق العقد هو الله ان الذي شهد على العقد هو الله اكراماً لمن اكرامن لحبيب اكراماً لحبيب
1-تجلى مولد الهادي وعمة بشائره البوادي والقصابا
2-واهدت لبرية بنت وهباً يداً بيضاء طوقت الرقابا
3-لقد ولدته وهاجاً منيرا كما تلد السموات الشهابا
4-فقام على سماء البيت نورا يضئ جبال مكة والنقابا
5-وفاحة يثرب الفيحاء مسكً وفاح القاع ارجاءا وطابا
6-ابا الزهراء ابا الزهراء قد جاوزت قدري بمدحك بيد ان لي انتسابا
7-فما عرف البلاغة ذو بيانا اذا لم يتخذك له اماما
واشهد ان نبينا وعضيمنا وقائدنا وقدوتنا وحبيبنا محمد رسول الله وصفه موله بانه سراجاً منير ووصف الشمس بانها سراجاً وهاج فما الفرق بين السراجين ما الفرق بين السراج الوهاج وبين السراج المنير السراج الوهاج فيه ضوءً وحراره والسراج المنير فيه ضوءً ولا حراره الشمس تؤذيك بحرها صيفا ونور المصطفى يسعدك صيفا وشتاءً الشمس كلما ازدت منها قرباً اتعبتك ونور الحبيب كلما ازدت منه قربا ازدت من الله حبا الشمس تغرب بالليل ونور الحبيب لايغيب ليلاً او نهاراً سيدي يا ابا القاسم
وأنا المحب للحبيب محمد
وأنا المحب ومهجتي لا تنثني عن جودها وغرامها بمحمد
قد لامني فيه الجهول ولو يرى نعم الغرام به لكان مساعدي
يا رب صل على الحبيب محمد واجعله شافعنا بفضلك في غدِ
سيدي ابا القاسم يا حبيبي يا رسول الله هو الاُميو الذي علم المتعلمين والفقير الذي بعث الامل في قلوب اليائسين واليتيم الذي قادة سفينة العالم الحائرة في خضم المحيطِ الى شاطئ الله رب العالمين وسار بالقافلة في طريقها ومهما كانت الكلاب تعوي فلا يضر السحاب نبح الكلاب ان قافلة الحبيب في طريقها لا يهزها شئ مهما كانت الكلاب تعوي لن يضر السحاب نبح الكلاب فان قائدها محمد 2 ان راعيها هو الله
الله غايتنا
الرسول زعيمنا
القران دستورنا
الجهاد سبيلنا
الموت في سبيل الله اسمى امانينا
سنطببُ المريض بدوائنا وسنأمن الخائف في رحابنا
وسنتلو على الدنيا كتاب جهادنا صُمت أُذن الدنيا ان لم تسمع لنا
سيدي يا ذهاب همي وحزني يا ابا القاسم يا رسول الله
القول فيك معطر الكلماتي يا صاحب الاخلاق والاياتي
ايام مولدك الكريم موضيئتاً في كل ماضاً في الزمان واتي
يوماً اتى بك للوجود فانه تاج الزمان وغرة السنوات
صلى الله عليك يا علم الهدى ماهبة البنسائمُ وما ناحه الايك الحمائمُ
اما بعد فيا حماة الاسلام وحراس العقيده .
يقول المولى تبارك وتعالى { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ } [الشورى:52] .
معاشر الساده ان تعلق الأمم برموزها
الأمم اليوم تتعلق برموزها، فتنصب لهم صوراً تذكارية، وتطوف بهم وتقدسهم، وتردد الثناء عليهم صباح مساء، ونحن لا رموز لنا، لا قداسة أرضية، ولا طقوس، وليس عندنا إلا رجل واحد جعله الله إماماً لنا، ولكنه معصوم، وقدوة لنا لكنه صادق، ومعلماً لنا لكنه فاتح، قال تعالى: { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } [الأحزاب:21].
أمّي لا يقرأ ولا يكتب، ما حمل قلماً ولا كتاباً ولا دفتراً، لكن أفاض الله الوحي على قلبه، فحفظ القرآن كله، والسنة كلها.
وعند الناس رموز؛ لكنهم سفكة للدماء، وطغاة في الأموال، ومعتدون على الأعراض، وعندنا رجل لكنه يحمل العفاف والطهر والنزاهة والعدل والحق.
تجلى مولد الهادي وعمت بشائره البوادي والقصابا
وأهدت للبرية بنت وهب يداً بيضاء طوقت الرقابا
لقد ولدته وهاجاً منيراً كما تلد السماوات الشهابا
تقول آمنة : حملته فما أحسست بالحمل، ولما ولدته ولدته ساجداً على الأرض، ومن أول لحظة وهو يسجد لله الواحد الأحد، وقبل أن تلده بليلة رأت كأن نوراً خرج منها فأضاءت له قصور الشام ، وقبل أن تلده مات أبوه فنشأ يتيماً ولد ولم يرى اباه ولد يتيم الاب حتى لايقول ابي ابي وانما يقول ر بي ربي.
واستمرت معه امه فترةً ثم ماتت، فبقي اليتيم عليه الصلاة والسلام في اليتم والفقر والظمأ والجوع؛ ليتعلق بالله، وذهبت به حليمة السعدية إلى بادية بني سعد ، قالت حليمة : كنا في فقر مدقع، وفي سنة مجدبة والله ما أمطرت علينا ذاك العام قطرة، ولا نبتت في مراوحنا نبتة، فما وصل عليه الصلاة والسلام وهو طفل إلى ديار بني سعد ، إلا وغمامة ملأت السماء فأمطرت حتى سالت الأودية، وامتلأت الأودية عشباً أخضر، وحلبوا حتى ملئوا الآنية، وكانوا في رغد من العيش.
وإن الكريم إذا أقام ببلدة سال النضار بها وقام الماء
تقول حليمة وقد أسلمت رضي الله عنها: كان إذا أظلم الليل، خرج صلى الله عليه وسلم من الخيمة وهو طفل عمره سنتان، ينظر ويتفكر في النجوم، لا إله إلا الله! طفل عمره سنتان يتفكر في النجوم والسماء في الليل، سبحان من علمه! وسبحان من أحكم إرادته! وسبحان من أنبته نباتاً حسناً!
ترده إلى الخيمة، فيخرج وسط الليل لينظر في السماء، من خلق السماء؟ ومن خلق النجوم؟ ومن أبدع الكون؟
تقول حليمة : وخرج مرة من المرات مع أخيه من الرضاعة يرعى الغنم.
وراعي الغنم هذا سوف يرعى الأمم، في ثلاثة أرباع الدنيا، هذا الراعي دخل قواده فصلوا وسبحوا في قرطبة و البرتغال و السند و الهند ، هذا الراعي أخرج الأمة الضعيفة المسلوبة المظلومة من الجزيرة ، فصلت في ضفاف دجلة و الفرات ، وأذنت في صنعاء و كابل .
قالت: فلما خرج يرعى الغنم أتاه رجلان، فبطحاه أرضاً وشقا صدره، وأخذا علقة من قلبه!
من هم الرجلان؟
أرسل الله ملكين اثنين، فأخذا طستاً من ذهب مملوءاً حكمة وعلماً، فأتوا إلى المصطفى عليه الصلاة والسلام، فأضجعوه على ظهره وشقوا صدره الكريم.
ولذلك يقول بعض المفسرين في قوله سُبحَانَهُ وَتَعَالَى: { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } [الشرح:1] أي: يوم شققنا صدرك، ثم وسعناه فكان واسعاً حكيماً حليماً رحيماً، فلما شقا صدره، أخذا العلقة السوداء- وما منا إلا وفيه علقة سوداء، يجتمع فيها الحسد والحقد والخيانة والغل فقطعوها، وأخرجوها، ثم غسلوا قلبه بماء زمزم، ثم ملئوا -بإذن الله- قلبه حكمةً وإيماناً، ثم ردوا صدره وخاطوه؛ حتى يقول أنس كنت أرى أثر الشق والرسول عليه الصلاة والسلام في الستين من عمره.
ثم أقاموه، وأتى وهو خائف إلى أمه من الرضاعة حليمة ، وأخبرها الخبر، فردته إلى مكة .
وعاد -وهو صبي- يتدرج في الكرامة والعزة والرفعة، ما سجد لصنم، ولا شرب خمراً، ولا خان، ولا سرق، ولا كذب، ولا غش، ولا اذى جار ولا تعامل بالربا ولا اكل مال اليتيم ولا سب ولا شتم وفي صحيح مسلم :{ كان يمرُّ في وديان مكة ، فيراه الحجر فيقول الحجر: السلام عليك يا رسول الله! ويراه الشجر فيقول الشجر: السلام عليك يا رسول الله } قبل النبوة، يسلم عليه الشجر والحجر، فيفزع ويخاف وينظر فلا يرى شيئاً.
وينشأ صلى الله عليه وسلم يتيماً، صبوراً فقيراً محتسباً، لم يقرأ ولم يكتب، ويبلغ الخامسة والعشرين من عمره، فيكون مضرب المثل في مكة حياءً وأمانة ووقاراً وعفافاً، ولكن بعد أن نبئ خونوه، وقالوا: ساحر، وقالوا: شاعر، وقالوا: كاهن، ورموه في عرضه، والله يقول: { وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ } [التكوير:22] ما باله بالأمس أمين صادق وفي مخلص، واليوم أصبح مجنوناً كذاباً خائناً ساحراً؟ بالأمس كان مضرب المثل فيكم واليوم أصبح عدواً لكم؟!
سافر في الخامسة والعشرين من عمره، فنزل في بصرى في بلاد الشام وهي مدينة في جنوب سوريا حماها الله وحما اهلها من الطغاة والظلام نزل في تلك المدينة فجاءت غمامة تظلله من الشمس وهو مع النوق والإبل، وهناك شجرة، بجانب صومعة بحيرى وهو راهباً يهودياً معروف ، يقول عنها أهل العلم من أهل الكتاب: لا يجلس تحتها إلا نبي، فترك الشجر كله وجلس تحتها، حكمة بالغة، وقدرة نافذة.
اختصمت قريش في وضع الحجر، وكانت قد هدمت الكعبة قبل الرسالة، واختصمت في من يضع الحجر؟ ومن يحمل الحجر؟ وكانوا أربع قبائل، كل قبيلة تقول: هي التي تضع الحجر، وأتى بنو هاشم، فملئوا صحفة دماً، ثم وضعوا أيديهم وتعاهدوا وتعاقدوا ألا يضع الحجر إلا هم أو يقتلوا عن بكرة أبيهم، ثم اصطلحوا على أن أول من يدخل الحرم هو الذي يحكم في القضية، ودخل البشير النذير، ودخل النبي المعصوم، قبل أن يوحى إليه، ووقف عليهم فأخبروه، فأخذ الحجر ووضعه في كساء، وقال: لتحمل كل قبيلة طرفاً من الكساء، فلما قربوه من موضعه وضعه هو بيده الشريفة، فهو الذي وضع الحجر الأسود مكانه الآن.
واستمر به الحال عليه الصلاة والسلام فلما بلغ الثلاثين أنكر وضع الدنيا، فإن العالم يعيش على خطأ، وأخذ يبحث عن الصواب، وسوف يأتي به جبريل من رب الأرباب.
كان يخرج من مكة إلى غار حراء يتعبد، فكان يتحنث ويتوجه بقلبه إلى الله، يعرف أن للكون إلهاً خالقاً رازقاً وأنه يستحق العبادة، ولكن ما عنده مصحف يقرأ فيه، ولا يعرف الصلاة، قال تعالى: { مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا } [الشورى:52] ومكث في الغار ، يظل الأربع الليالي والخمس يتعبد، ثم ينزل إلى خديجة فيمتار ميرةً ويعود، وفي أثناء ذلك، أتاه جبريل وله ستمائة جناح، كل جناح قد سد ما بين المشرق والمغرب، فدخل عليه وقال له: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ.
كفاك بالعلم في الأمي معجزةً في الجاهلية والتأديب في اليتم
قال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، قال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ، فأخذه فألصقه على صدره ثم غطه، قال: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ } [العلق:1-3] فانطلق يقرأ، ثم أطلقه، فذهب ونزل من الغار، وأخذ ينظر في السماء، كلما نظر في ناحية من السماء، إذا جبريل بين السماء والأرض، ووصل إلى خديجة ، إلى الحكيمة العاقلة، إلى الزوجة العاقلة البديعة الرائعة قال: زملوني! زملوني! لقد خشيت على نفسي.
ثم أخبرها الخبر، فنطقت الصدق، وكلمات الواقع، وكلمات العدل والحق وقالت: كلا والله لا يخزيك الله أبداً، لماذا؟ ألمنصبه؟ ألأسرته؟ ألماله؟ ألشهرته؟ لا، قالت: إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق، والله لا يخزي أهل المعروف.
وانطلق عليه الصلاة والسلام يدعو قومه إلى الله، انطلق عليه الصلاة والسلام يخرج الأمة من الظلمات إلى النور، حتى أصبح أتباعه اليوم -في الجملة- ملياراً ودينه اليوم يعلو وينتصر.
الشيوعية كان لها مليار، فانسحقت قبل سنوات، ولعنت على ألسنة البشر، لماذا؟ لأن الحق هو الذي ينتصر والباطل ينمحق، قال تعالى: { فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ } [الرعد:17] لقد قال: عليه الصلاة والسلام: { لا تطروني كما أطرت النصارى المسيح بن مريم، إنما أنا عبد الله ورسوله، فقولوا: عبد الله ورسوله } ونحن لا نطريه، وإنما نقول: هو عبد الله رسوله، ولكن من واجب الأمة علينا أن نلفت أنظارها إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، لماذا؟
لأن الأمم والشعوب لم تلفت أنظار الناس إليه، فكان من مسئولية العلماء والدعاة أن يذكروه على المنابر، وأن يشيروا إلى شيء من عظمته ورسالته؛ لأن البشر -في العموم- استبدلوا بعظمته عظمة أناس لا يساوون الغبار الذي على قدميه، ولا جلد حذائه الذي كان يمشي به عليه الصلاة والسلام.
نور من الغار أم صوت من الغار أم ومضة الفكر أم تاريخ أسرار
تطوي الدياجير مثل الفجر في ألق تروي الفيافي كمثل السلسل الجاري
الشمس والبدر في كفيك لو نزلت ما أطفأت فيك ضوء النور والنار
أنت اليتيم ولكن فيك ملحمة يذوب في ساحها مليون جبار
شادوا الدنانير هالات مزخرفة جماعها لا يساوي ربع دينار
ويبقى رسول الله عليه الصلاة والسلام إماماً، لكن ليس إلا لمن أراد أن يكون إمامه صلى الله عليه وسلم، فيكون إماماً لأهل الصلوات الخمس، وللصادقين، والمخلصين، وإماماً لأولياء الله، أما الأشقياء فلهم أئمة، وأما الأدعياء فلهم قادة، وأما الحقراء الصغراء، فلهم زعماء اما نحن فزعيمنا محمد صلى الله عليه وسلم : { يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ } [الإسراء:71] وإمام الأخيار محمد عليه الصلاة والسلام، يقول أحد الصالحين وقد ذكر إمامته:
إذا نحن أدلجنا وأنت أمامنا كفى بالمطايا طيب ذكراك حاديا
وكان ابن تيمية يزيد ويقول:
وأخرج من بين البيوت لعلني أحدث عنك النفس بالسر خاليا
فنسأل الله أن يثبتنا على منهجه، وأن يجعلنا من أتباعه، وأن يسقينا من حوضه، وأن يحشرنا تحت لوائه، وأن يغمرنا في زمرته، وأن يهدينا سنته، وأن يوقظنا من غفلتنا باتباعه عليه الصلاة والسلام.
أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولجميع المسلمين، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو التواب الرحيم.
الخطبة الثانية
هذا الرسول عليه الصلاة والسلام يجب علينا أن نعيش معه عيشة الصادقين، لا عيشة أرباب الدنيا والأمم المتفلتة، يوم تقدس عظماءها، فإذا ماتوا لعنتهم، لكن نحن نعيش معه في أسماعنا وأبصارنا وحياتنا، يعيش معنا رحيماً قدوةً إماماً، حتى في أقل أعمالنا، وشعائرنا التعبدية نراه عليه الصلاة والسلام، نقلم الأظافر، فإذا هو القدوة، نعفي اللحى، نقصر الثياب،نطيل الشعر , نقتدي به في أدب الحديث والمشي والكلام والزيارة، وأدب العيادة والدعاء، في كل ذلك يكون إمامنا هو محمد عليه الصلاة والسلام.
أيها الناس: باستطاعتنا أن نحيي محبته باتباعه، لا كما يفعل بعض الجهال، يوم أحيوا ذكره في الزوايا بالغلو ، ولكن أماتوا سيرته وسنته في الواقع، أحيوا حبه ولكن أماتوا سنته عليه الصلاة والسلام،
اخوتي الاحباب ان حملة محمد قدوتنا انطلقت لعامها الرابع على التوالي وسنجعل لها بصمه في خطبنا ولنا ايها الاخوة الاحباب من الان فصاعد في نهاية كل خطبه ان نجيب عن الأسئلة الشريعة الواردة الينا بكل سهولة ويسر وهذا الفقره من ضمن فقراة حملة محمد قدوتنا وستستمر ان شاء الله على طوال العام مادام تصل الينا اسئله وبارك الله فيكم نبدأ ان شاء الله بأول سؤالا ورد الينا يسأل الاخ عن كيفية الغسل من الجنابة؟
ونجيب وعلى الله التكلان... الغسل الكامل ان تغسل فرجك اولاً ثم تتوضأ كوضوءك للصلاة بيد انك لا تغسل قدميك كما تفعل في الوضوء العادي وبعد ذلك تبدأ بأفاضة الماء على جسمك فترش على رأسك الماء ثم ترش على اليمين ثلاثاً ثم على الشمال ثلاثاً ثم تتنحى قليلاً عن مكانك الذي اغتسلة فيه وتغسل قدميك ، كما فعل عليه الصلاة والسلام في حديث عائشة و ميمونة ، هذا هو الصحيح وهذا هو غسل الجنابة اسال الله وان يفعني واياكم بهذا الامر .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى